في خضم الحياة وضجيج العالم، نغفل أحيانًا عن ذلك الصوت الخافت الذي يهمس داخلنا، يرشدنا، يُحذّرنا، ويطمئننا. ذلك الصوت ليس خيالًا ولا وهمًا، بل هو البوصلة الفطرية التي زرعها الله في كل إنسان، تسمى: الحدس.
الحدس ليس علمًا، ولا يمكن قياسه بالأدوات، لكنه يظهر في أكثر لحظاتنا حرجًا، يقودنا لاتخاذ القرار الصائب دون أن ندري السبب المنطقي. نشعر به حين نرتاح لشخص ما دون معرفته، أو حين نخشى طريقًا رغم أنه يبدو آمنًا. هو شعور داخلي يتجاوز التفسير.
كثيرًا ما تجاهلنا هذا الصوت، ثم ندمنا لاحقًا. وكثيرًا ما اتبعناه، فنجونا أو نجحنا. لذلك، من الحكمة أن نصمت أحيانًا، ونستمع إليه. فالهدوء الخارجي هو ما يسمح للداخل أن يتكلم بوضوح.
الحدس لا يُخطئ كثيرًا، لكنه يحتاج إلى عقل صافٍ، وقلب متزن. لا يعلو في وسط الفوضى، ولا يُسمَع في الزحام. امنح نفسك فرصة للإنصات، فقد يكون في ذلك النجاة من قرارات نندم عليها، أو خطوات نُضيّع بها الطريق.